اكتب أيها القلم ..

سلامٌ من الله عليكم ورحمة .. قلت اكتب أيها القلم , اكتب ما تسمع .. قام القلم وقال اسمعني ما تقول .. قلت في يوم من أيام الحر الشديد , كنت أمشي في صحراء لا يوجد فيها ماء أو طعام نأكل .. فوجدت ناس عطشى لا يملكون الماء .. فأردت أن أحفر بئراً , طلبت منهم أن يساعدوني .. فرفضوا بحجة أنهم مرهقين ولا يقدرون على الحركة .. فبدأت أحفر بيدي بئراً حتى سال الدم من يدي وكثرت الجروح ..


صمدت وبقيت احفر حتى تعمقت الحفرة , فخرج الماء .. فشربت وشرب الجميع وأصبح بئراً … هنا كان القلم يكتب وكان فرح جداً .. قلت في يوم من الأيام مررت في أناس جائعين , زرعت أرضاً وحرثتها , حتى جنيت ثماراً منها .. وأكلت وأكل الناس .. !

توقفت عن الكلام .. فقال القلم في سعادة : أكمل , قلت يكفي هذا , فقال أكمل ! .. تابعت كلامي , وقلت في يوم من الأيام مررت في صحراء وكنت عطشاناً فوجدت بئراً ذهبت لأشرب منه , فمنعوني أصحابه .. وفي يوم من الأيام مررت في أرض وكنت جائعاً فذهبت لشجرة فيها فقطفت ثمرة لأكلها .. أتى حارس الأرض وأخذ الثمرة مني ومنعني من الأكل ..

هنا توقف القلم عن الكتابة وقال : أما كان ذاك البئر الذي حفرته ؟ .. قلت له : نعم .. وأما كانت تلك الأرض التي زرعتها ؟ .. قلت : نعم .. هنا ارتمى القلم وتوقف عن الكتابة وهو حزين …